ما هي الشفة الأرنبية؟
الشفة الأرنبية أو الشفة المشقوقة المعروفة بالانجليزي (Cleft Lip) والحنك المشقوق (Cleft Palate) من أكثر التشوهات الخلقية شيوعًا.
الشفة المشقوقة هي عبارة عن فتحة أو شق في الشفة العليا والحنك المشقوق هو عبارة عن فتحة أو شق في سقف الحنك أو الحلق وهذا يحدث بسبب فشل التحام أنسجة وجه الجنين بشكل سليم وكامل خلال فترة الحمل.
عادة الشفة المشقوقة والحنك المشقوق يمكن أن يحدثوا بشكل منفصل أو من الممكن أن يرتبطوا ببعض المتلازمات الموروثة.
على الرغم من أن ولادة طفل لديه الشفة الأرنبية والحلق المشقوق أمر يضايق الوالدين ولكن يمكن علاج ذلك التشوه الخلقي لمعظم الرضع, وذلك من خلال بعض العمليات الجراحية والتي تهدف إلى استعادة الشكل الطبيعي للشفة أو الحلق وأيضا تهدف لتمكين الطفل من الرضاعة بشكل صحيح بدون مشاكل.
ما هي أعراض الشفة الأرنبية والحنك المشقوق ؟
بعد الولادة مباشرة يتم ملاحظة الشق في الحلق أو في الشفة ويمكن أن يظهروا على شكل :
- ظهور شق في جانب واحد من الوجه أو على الجانبين في الشفة العليا أو في سقف الحلق (الحنك).
- الشفة المشقوقة يمكن أن تكون عبارة عن شق صغير فقط على الشفة أو من الممكن أن تمتد من الشفة حتى اللثة العلوية وسقف الحلق ومن الممكن أن تصل لأسفل أنف الطفل.
- ظهور شق في سقف الحلق وهذا لا يؤثر على مظهر الطفل.
وفي بعض الحالات قد يحدث الشق في عضلات الحنك الرخو (Soft Palate) ولكنه لا يظهر لانه مغطى ببطانة الفم, لذلك لا يتم ملاحظة هذا النوع عند ولادة الطفل ولكن يتم الكشف عن الحنك المشقوق تحت المخاطية من خلال ظهور بعض العلامات والتي من أهمها :
- صعوبة في بلع الطعام ومن الممكن خروج الطعام والشراب من الأنف.
- صعوبة في الرضاعة والتغذية بشكل طبيعي.
- عدوى الأذن المزمنة.
- الخنف أو خروج الصوت من الأنف.
إذا كان طفلك لديه هذه الأعراض ينبغي عليك زيارة الطبيب من أجل علاج المشكلة والبدء في استعادة الشكل مرة اخرى من خلال اجراء العمليات الجراحية للطفل.
أسباب حدوث الشفة الأرنبية؟
تحدث الشفة المشقوقة والشق الحلقي بسبب فشل أنسجة وجه الطفل في الالتحام بشكل صحيح بالأخص في منطقة الفم, ففي هذه الحالة يحدث التحام جزئي للأنسجة المكونة للشفة وللحلق أو قد لا يحدث التحام من الأساس, عادة ما يحدث التحام أنسجة الوجه وسقف الحلق في الشهر الثاني والثالث من فترة الحمل في الظروف الطبيعية.
توجد أبحاث تشير بأن الشفة المشقوقة والشق الحلقي يحدث بسبب عوامل بيئية ووراثية ولكن لم يتم التوصل لسبب محدد.
في الحالات التي تحدث بسبب العامل الوراثي, يرث الطفل بعض الجينات من الأب أو الأم تلك الجينات تجعل الطفل عرضة للاصابة بشق الحلق أو الشفة الأرنبية وفي ظل وجود بعض العوامل البيئية تسبب تلك العوامل الشفة المشقوقة أو الشق الحلقي.
من الممكن أن تحدث الشفة المشقوقة أو والحنك المشقوق بصورة مستقلة أو تكون أحد أعراض متلازمة وراثية.
ما هي العوامل التي تزيد من خطر الاصابة بالشفة الأرنبية ؟
من ضمن العوامل التي تزيد من الاصابة بالشفة الأرنبية أو بشق حلقي الاتي :
- وجود تاريخ عائلي للأب والأم بالاصابة بشقوق الشفة أو الحنك تزيد من خطر اصابة الأطفال.
- تناول السيدة الحامل بعض الأدوية أو تدخين السجائر وشرب الكحوليات.
- يوجد بعض الأبحاء تقول أن السيدات التي تعاني من مرض السكر قبل الحمل عرضة لولادة طفل يعاني من الشق الحلقي أو الشفة.
- يوجد بعض الأبحاء تشير بأن السمنة المفرطة للسيدة خلال فترة الحمل أكثر عرضة لولادة طفل لديه هذا الحالة.
الشفة المشقوقة أكثر شيوعًا للذكور بينما الحنك المشقوق فقط دون الشفة أكثر شيوعًا في الإناث.
مضاعفات الشق الحلقي أو الشفة المشقوقة
عادة الأطفال الذي لديهم شفة مشقوقة أو حنك مشقوق يعانون من بعض الصعوبات مثل ما يلي :
- صعوبة الكلام بسبب أن الحلق يتم استخدامه في اصدار بعض الحروف والكلمات ومن الممكن أن يحدث خنف للطفل أثناء الحديث (أي يبدو الصوت وكأنّه خارج من الأنف).
- إذا كان الشق يمتد من الشفة حتى اللثة العلوية يمكن هذا أن يؤثر على التسنين أو نمو الأسنان بشكل طبيعي.
- صعوبة التغذية وبالأخص الأطفال ذات الحنك المشقوق حيث أن يوجد بعض الصعوبات في الرضاعة بينما أصحاب الشف المشقوقه يمكن لهم أن يرضعوا بشكل طبيعي في معظم الأوقات.
- الأطفال الذين يعانون من الشق الحلقي أكثر عرضة لتجمع سائل في الأذن الوسطى وفقدان حاسة السمع.
- مشاكل نفسية وعاطفية واجتماعية بسبب اختلاف مظهر الطفل عن باقي الأطفال حوله.
طرق الوقاية من حدوث الشفة المشقوقة والشق الحلقي
نقدم لكم بعد الخطوات التي تساهم في تقليل حدوث الشفه الأرنبيه ووالحنك المشقوق حيث أننا لا نستطيع منع حدوث هذه التشوهات الخلقية, فينبغي على الأبوين :
- ينبغي على الأم تجنب التدخين وشرب الكحوليات في فترة الحمل حيث أن التدخين والكحوليات من العوامل التي تؤدي إلى حدوث تشوه في الجنين.
- إذا كانت حالات الشف والحلق المشقوقين شائعة في العائلة, ينبغي على الأبوين الذهاب لعمل الاستشارات الوراثية لمعرفة وتحديد احتمالية إصابة أطفالكم بهذه الحالة.
- ينبغي على الأم تناول فيتامينات ما قبل الولادة إذا كانت في حاجة لذلك, وهذا يتم معرفته عن طريق استشارة الطبيب المختص.
كيفية تشخيص الشفة المشقوقة والحلق المشقوق؟
- يمكن للطبيب تشخيص الشفة المشقوقة والحلق المشقوق من خلال الموجات فوق الصوتية قبل الولادة حيث تعتبر اختبار يستخدم الموجات الصوتية من أجل رؤية صور للجنين, عند رؤية الصور يمكن للطبيب أن يرى عيب في هيكل الوجه.
- شق الحنك وحده صعب رؤيته عن طريق الموجات فوق الصوتية, بينما يتم رؤية الشفة المشقوقة من الأسبوع 13 من فترة الحمل.
- إذا رأى الطبيب الطفل مصاب بالشفه المشقوقه يقوم بطلب من الأم أخد عينة من السائل السلويّ (بالانجليزي Amniotic Fluid) ويتم فحص هذا السائل لمعرفة هل هذا الطفل ورث متلازمة وراثية أم لا ولمعرفة هل هناك عيب خلقية اخرى أم لا.
علاج الشفة الارنبية والحنك المشقوق
- الهدف من علاج الشفه المشقوقة والشق الحلقي هو ارجاع المنظر الطبيعي للوجه لتحسين المظهر بالإضافة إلى تمكين الطفل من الرضاعة (التغذية) والسمع والتحدث بشكل طبيعي.
- هذه الحالات لا يتم التعامل معها من قبل تخصص واحد ولكن ينبغي تعاون العديد من الأطباء في مختلف التخصصات مثل :
- طبيب جراح متخصص في عمليات التجميل.
- وطبيب الأنف والأذن والحنجرة.
- أطباء الأطفال
- أطباء أسنان الأطفال
- جراح الفم و الوجه والفكين
- أطباء تقويم الأسنان
- اخصائي السمع
- اخصائي علاج النطق
- اشتشاري علم الوراثة
- اخصائي اجتماعي
- طبيب أخصائي نفسية
- الممرضات
- يتم اصلاح العيب الخلقي في الأول من خلال عملية جراحية وبعد ذلك يمكن أن يطلب الطبيب عملية جراحية اخرى لتحسين النطق أو تحسين شكل الأنف والشفة.
- العمليات الجراحية يتم تنفيذها على النحو التالي :
- إصلاح الشفة المشقوقة عندما يكون عمر الطفل من 3-6 أشهر.
- إصلاح الحنك المشقوق عندما يكون عمر الطفل سنة.
- جراحات المتابعة لتحسين شكل الأنف والشفة بعد عمر سنتين وفي فترة المراهقة.
- لاصلاح الشفة المشقوقة يقوم الطبيب بعمل شقوق على جانبي الجزء المشقوق ويأخد الأنسجة والعضلات وبعد ذلك يقوم بتخيط الأنسجة والعضلات الشفاه معًا وهذا يقوم باعادة الشفة لشكلها الطبيعي وتقوم بوظيفتها بدون مشاكل.
- ولاصلاح الحنك المشقوق يقوم الطبيب بعمل شقوق أيضا على جانبي الشق ويقوم بتخيط الأنسجة والعضلات معًاحتى يتم بناء سقف الفم ويتضمن ذلك الحنك الصلب والرخو معًا.
- لاصحاب الحنك المشقوق يتم عمل جراحة أنبوب الأذن في طبلة الأذن وهي عبارة عن تركيب أنابيب صغيرة لمنع تراكم السوائل والذي يسبب فقدان السمع.
علاج المضاعفات للحالة
- يتم استخدام أنواع خاصة من الزجاجات للرضاعة.
- اخصائي علاج النطق يقوم بتصحيح نطق الطفل لعلاج صعوبة التحدث.
- متابعة صحة الفم ومتابعة نمو الأسنان من قبل طبيب أسنان الأطفال.
- عمل تقويم للأسنان.
- الأطفال المصابين بفقدان السمع يتم استخدام الأجهزة التي تساعد على السمع.
- استشارة الطبيب النفسي من أجل مساعدة الطفل على مواجهة التحديات النفسية والاجتماعية.
تعليقات
إرسال تعليق